الصامته روايه كامله
المساء... ورغم أن الشتاء وصل
حتى منتصف عمره الموسمي ولكنه أتى لطيفا حتى اليوم.... اليوم ..... لابد أن اليوم مميز ... كل شيء به مميز .... تسري به نغمة على وتر أرق من النسمات ... يأتيها مع رحيق المطر... ورائحته التي وكأن بها أثار حنين كل العشاق الراحلين... جلست ليلى بعد يوم عمل طويل على المقعد الهزاز...بينما حملت صديقتها إيمان حقيبتها وقالت وهي تهم بالمغادرة _ أنا مش هستنى لما الدنيا تبطل شتا...همشي حتى لو هروح غرقانة...مع السلامة يا ليلى ..... أجابت ليلى عليها في سلام ووداع مؤقت...مرفق بابتسامة صافية...بشفتين مثلجتين من البرودة...وباب ال محل مفتوح على مصراعيه .... تنتظر فقط أن يهدأ سيل الشتا لتغادر إلى منزلها....ولكنها مع ذلك بقيت مبتسمة على مقعدها...شاردة ...تحمل كتاب كان عبارة عن ديوان شعر أختارته من بين عدة كتب....أعجبها اسم الديوان ... لن أبيع العمر من ذا الذي يبيع عمره ! تردد السؤال بعقلها بتعجب....بجانبها طاولة صغيرة خصصها مالك المكان لوضع أكواب القهوة....الطاولة كانت تحمل وردة حمراء طبيعية...باقية من جمع الزهور بالهدايا طيلة اليوم.....منعشة الرائحة ...التقطتها يدها سريعا وفتحت الكتاب بشكل عشوائي وهي تتشمم ريحقها بعمق....وابتسامة هادئة. أتى بالمصادفة فقرة غنائية بالمذياع التي تركته صديقتها مفتوح وكان يردد بعد الأخبار المسائية ... الصوت كان هادئ ...حتى أتت فقرة غنائية لصوت الحب....ليلى مراد أما أنا مهما جرى...هفضل أصون عهد الهوى...وأن غبت يوم ولا سنة ...هفضل أنا...هفضل أنا رغما وجدت نفسها تنظر لكلمات القصيدة دون أن تراها ولكنها تردد كلمات المقطوعة....وتتمايل الوردة بفعل يدها على شفتيها المبتسمة وهي تغني بصوتها وكأنها بمعزل عن العالم ..... لم تكن كذلك تماما ... كان هو بالقرب.... يقف مبتسما بشرود ...يتأملها بصمت تام لم يكن صوتها طربي ...ولكنها تؤكد الكلمات كأنها تحب حقا....تؤكد على البقاء .... تؤكد شيء كأنها
بإعجاب شديد للكلمات التي ترنم على وتر المشاعر برقة....... لا تذكري الأمس إني عشت أخفيه.. إن يغفر القلب..... چرحي من يداويه. قلبي وعيناك والأيام بينهما.. درب طويل تعبنا من مآسيه.. إن يخفق