روايه لدعاء عبد الرحمن
سواق
ضحك مجددا وخفق قلبها مرة اخرى وهى تستمع لمغازلاته واشواقه التى لا تنتهى
وفى الليل دخل فارس فراشه واستلقى فى أرهاق شديد أمسك جبينه بيديه يشعربألم شديد فى رأسه نهض مرة أخرى وجلس خلف مكتبه الصغير يبحث عن حبات مسكنة للصداع تناول واحدة منها وشرع فى إغلاق درج مكتبه مرة أخرى فوقع بصره على الصور الفوتوغرافية الصغير مبعثرة داخله أبتسم وقد علم أن مهرة كانت تشاهدها وأغلقت الدرج سريعا بحيث بعثرت ما به أعادها بعناية كما كانت سابقا وهو يحاول أن يذكر نفسه بأن يحضر ألبوما للصور لكى يحافظ عليها من أى أهمال قد يصيبها فهى تمثل حقبة مهمة من حياته منذ أن كان صبيا فى الحادية عشر من عمره عندما ولدت مهرة فى غياب والدها وحملها طوال الليل بعد أن أهملها الجميع فقد كان الجميع منشغلا فى والدتها التى أصيبت بڼزيف حاد بعد ولادتها وأعطتها له والدته يحملها ويرعاها ووضعت بجوار كوب به ماءا مختلطا بالسكر ليسقيها حتى تعود إليه ونسيها الجميع معه كان يسقيها تارة ويتأملها تارة ويدور بها فى الغرفة حتى يسكت بكاؤها الذى لم يطل كثيرا وأخذ يفكر فى أسم يليق بملامحها البريئة وعينيها الواسعة الخلابة حتى بزوخ فجر يوم جديد كان قد أاتقر على أسمها الجديد والذى استقاه من اسمه وقد كانت مهرة
حظك حلو لسه كنت هعمل الموبايل صامت وهنام
ضحك عمرو وقال مداعبا
والله وعرفنا الموبايلات والصامت والحركات ربنا يخاليك لينا يا شارع عبد العزيز
ضحك فارس لدعابته وقال
والله عمرك ما هتتغير ده انت تستحق الپهدلة اللى انت فيها
وأى پهدلة يا صاحبى أنا مش عارف هو انا مهندس ولا متهم وواخدينه كعب داير
وأنا مش عارف انت متمسك بالشركة دى كده ليه طالما مطلعين عينك
أعمل ايه بس يا فارس منا دخت على شغل كتير مش لاقى حتى نص المرتب اللى باخده من الشركة دى
خلاص بقى أستحمل ومتشتكيش
خلاص هانت بابا كلمنى وقالى ان فى شقة على أول شارعنا هتفضى قريب وإيجارها معقول أوى وهو ظبط مع صاحب البيت خلاص المهم انت عامل ايه وهتدخل أمتى لما تخلل ولا قبلها بشوية !
خلاص يا عمرو أنا مش هستحمل أعذارها أكتر من كده كبيرها معايا شهرين أخلص فيها الرسالة ومش هقبل أى تأجيل تانى خلاص
تحدث قليلا مع صديقه وعاد إلى فراشه مرة أخرى مستعدا للأستغراق فى نوم عميق ولكن عقله كان شاردأ فى علاقته بدنيا ووضع أمامه علامات استفهام كبيرة هل حقا هى التى تؤجل الزفاف بدون أسباب مقنعة ام هو الذى كان يوافقها على أسبابها تلك وكأنه يرحب بالتأجيل ! كيف ستسكن فى شقة واحدة مع أمه وهما مشاعرهما متنافرة تجاه بعضهما البعض لن يستطيع أن يترك أمه وحدها مهما كانت الأسباب وخصيصا أنها خلوقة لا تؤذى احدا بلسانها ولا
فى الصباح خرجت مهرة لتذهب لمدرستها لأختبارات نهاية العام ولكنها توقفت فجأة أمام باب شقة فارس كانت تود أن تراه صعدت مرة أخرى أربع درجات من السلم للخلف ووقفت تنتظره فهو يذهب إلى عمله صباحا فى هذا التوقيت وقفت أكثر من ربع ساعة حتى سمعت مقبض الباب يدور من الداخل والباب يفتح فتصنعت النزول وكأنها قابلته صدفة أبتسم لها قائلا
أبتسمت فى خجل وقبل أن تجيبه وجدته قطب جبينه وهو يقول بجدية
أيه ده يا مهرة الحجاب صغير كده ليه
وضعت يدها على أطراف حجابها ونظرت إليه وقالت
مش صغير ولا حاجة ده كبير بس بلفوا بطريقة معينة زى صحباتى ما بيعملوا
حك ذقنه قليلا ثم طرق باب شقته فتحت والدته ونظرت لهما دهشة فأشار إلى مهرة وقال بضيق
وقفت مهرة أمام المرآة تعدل من حجابها سريعا وهى تتمتم متبرمة
يا طنط كل صحابتى بيلفوا طرحتهم كده
كانت والدته تنظر إليها فى صمت وشرود وهى تتحدث وتمط شفتيها وتتمتم فى ضيق وتحرك يديها فى سرعة لتثبت دبابيس الحجاب جيدا حتى انتهت والتفتت إليها قائلة
ها كده كويس
أومأت لها والدته وقالت
كويس يالا بقى علشان متتأخريش على مدرستك أكتر من كده
ألقى فارس نظرة سريعة على حجابها واستدار ليخرج متوجها لعمله وهو يقول
هجبلك النهاردة وأنا راجع خمارات لف شغل الطرح ده مش عاجبنى
حملت مهرة حقيبتها وخرجت تعدو لتلحق بموعد الأختبار وأغلقت الباب خلفها ظلت أم فارس تنظر إلى الباب المغلق واجمة وبداخلها مشاعر كثيرة ودت لو كانت مخطأة
فيها